من روائع صاحب الغار وصهر النبي صلى الله عليه وسلم وأول خليفة في الإسلام
الصحابي الجليل أبابكر الصديق
رضي الله عنه وأرضاه وعن الصحابة أجمعين
****
** أتذكر دارا **
أَتَذْكُـرُ دَاراً بَيْـنَ دَمْـخٍ وَمَنْـوَرَا
وَقَـدْ آنَ لِلْمَحـزُونِ أَنْ يَتَـذَكَّـرَا
دِيَارٌ لَنَـا كَانَـتْ وَكُنَّـا نَحُلُّـهَا
لَدَى الْدَهْرِ سَهْلٌ صَرْفُهُ غَيْرُ أَعْسَـرَا
فَحَـالَ قَضَـاءُ اللهِ بَيْنِـي وَبَيْنَـهَا
فَمَا أَعْـرِفُ الأَطْـلاَلَ إِلاَّ تَذَكُّـرَا
قَضَى اللهُ أَنْ أَوْحَـى إِلَيْنَـا رَسُولَـهُ
مُحَمَّـداً الْبَـرَّ الزَّكِـيَّ الْمُطَهَّـرَا
فَأَنْقَـذَنَـا مِنْ حَيْـرَةٍ وَضَـلاَلَـةٍ
فَفَازَ بِدِيـنِ اللهِ مِنْ كَـانَ مُبْصِـرَا
وَكَانَ رَسُـولُ اللهِ يَدْعُوهُـمْ إلـى
الْرَشَادِ وَلاَ يَأْلُـو مَسَـاءً وَمَسْفَـرَا
فَيَسَّـرَ قَوْمـاً لِلْهُـدَى فَتَقَـدَّمُـوا
وَأَهْلَـكَ بِالْعِصْيَـانِ قَوْمـاً وَدَمَّـرَا
فَـأَوْرَدَ قَتْلَـى الْمُؤْمِنِيـنَ جِنَانَـهُ
وَأَلْبَسَهُمْ مِنْ سُنْدُسِ الْمُلْكِ أَخْضَـرَا
تُحَيِّيهِـمُ بِيـضُ الْوَلاَئِـدِ بَيْنَهُـمْ
وَيَسْعَرْنَهُمْ مِسْكـاً ذَكِـيّاً وَعَنْبَـرَا
وَأَوْرَدَ قَتْلَى الْمُشْرِكِيـنَ لِبُغْضِهِـمْ
جَحِيماً وَأَسْقَاهُمْ حَمِيمـاً مُسَعَّـرَا
وَلَـمْ يَبْعَـثِ اللهُ الْنَّبِـيَّ مُحَمَّـداً
بِإِيـحَـائِـهِ إِلاَّ لِيَسْنَـى وَيَظْهَـرَا
فَأَعْلاَهُ إِظْهَـاراً عَلَـى كُلِّ مُشْـرِكٍ
وَحَلَّتْ بَلاَيَاهُ بِمَـنْ كَـانَ أَكْفَـرَا
وَأَفْلَـحَ مَنْ قـد كَـانَ للهِ طَائِعـاً
فَخَفَّ إِلـى أَمْـرِ الإِلَـهِ وَشَمَّـرَا
وَآزَرَهُ أَبْـنَـاءُ قَـيْـلَـةَ فَابْتَنَـوْا
مِنَ الْمَجْـدِ بُنْيَانـاً أَغَـرَّ مُشَهَّـرَا
وَسَمَّاهُـمُ الأَنْصَـارَ أَنْصَـارَ دِينِـهِ
وَكَـانَ عَطَـاءُ اللهِ أَعْلَـى وَأَكْبَـرَا
وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ صَالِحـاً فـي كِتَابِـهِ
فَكَانَ الَّذِي أَثْنَـى أَجَـلَّ وَأَكْثَـرَا
رَأَى لَهُمْ فَضْـلاً فَأَعْطَاهُـمُ الْمُنَـى
وَكَانَ بِمَا أَعْطَـى أَطَـبَّ وَأَبْصَـرَا
فَلَمَّا أَبَانَ الْخَيْـرَ فِيهِـمْ أَجَادَهُـمْ
وَلَيْسَ مُجَادٌ مِثْلَ مَنْ كَانَ مُحْصَـرَا
وَكَمْ بَذَلُـوا للهِ جَهْـدَ نُفُوسِهِـمْ
فَصَارُوا بِذَلِكَ الْبَذْلِ مِنْ سَادَةِ الْوَرَى
فَهُمْ خِيرَةُ الْرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ مُشْـرِكٍ
وَكُلِّ يَهُـودِيٍّ وَمَـنْ قَـدْ تَنَصَّـرَا
وَآوَوْا رَسُولَ اللهِ إِذْ حَـلَّ دَارَهُـمْ
بِلاَ ضَجَرٍ خُلْقـاً سَجِيـحاً مُيَسَّـرَا
وَلَمْ يَمْنَحُـوا الأَعْـدَاءَ إِلاَّ مُقَوَّمـاً
أَصَـمَّ رُدَيْنِيَّـاً وَعَضْبـاً مُـذَكَّـرَا
أُبَـاةٌ يَفُـوزُ مَـنْ تَقَـدَّمَ مِنْهُـمُ
وَسَوْفَ يَنَالُ الْفَـوزَ مَنْ قَدْ تَأَخَّـرَا
هُمُ ابْتَدَرُوا فـي يَوْمِ بَدْرٍ عَدُوَّهُـمْ
بِكُلِّ امْرِىءٍ في الْرَّوْعِ لَيْسَ بِأَوْجَـرَا
عَلَى كُلِّ غَـوْجٍ أَخْـدَرِيٍّ مُعَـاوِدٍ
يُرَى الْمَاءُ عَنْ أَعْطَافِهِ قَـدْ تَحَـدَّرَا
كَـأَنَّ عَلَى كَتِفَيْـهِ وَاللَّيْـلُ مُظْلِـمٌ
إِذَا زَبَنَتْهُ الْحَرْبُ في الْـرَّوْعِ قَسْـورَا
يَطَـأَنَ الْقَنَـا وَالْدَّارِعِيـنَ كَأَنَّمَـا
يَطَـأَنَ قَوَارِيـرَ الْعِـرَاقِ مُكَسَّـرَا
فَكَانَتْ رِجَالُ الْمُشْرِكِيـنَ وَخَيْلُهُـمْ
يَرَوْنَ بِهِنَّ الْمَـوْتَ أَسْـوَدَ أَحْمَـرَا
إِلَى أَنْ أَعَـزَّ اللهُ مَنْ كَـانَ بِالْهُـدَى
مُقِرّاً وَرَدَّى الْـذُلَّ مَنْ كَانَ أَنْكَـرَا
وَأَوْطَـا نَبِـيَّ اللهِ أَطْـرَافَ مَكَّـةٍ
وَأَدْخَلَـهُ الْبَيْـتَ الْعَتِيـقَ الْمُسَتَّـرَا
فَطَهَّـرَ مِنْ أَرْجَـاسِ مَكَّـةَ بُقْعَـةً
حَقِيـقٌ لَهَـا أُكْرُومَـةً أَنْ تُعَطَّـرَا
بِأَيْدِي رِجَالٍ لاَ يـُرَامُ لَهُـمْ حِمـىً
إِذَا لَبِسُوا فَـوْقَ الْـدُّرُوعِ السَّنَـوَّرَا
فَمَا زَالَتْ الأَصْنَـامُ تَحْبَـطُ كُلَّـمَا
أَشَـارَ إِلَـى مِنْـهَا وَثِيـقٍ تَفَطَّـرَا
فَأَرْبَـحَ أَقْـوَامـاً بِأَنْفَـعِ سَعْيِهِـمْ
وَضَـرَّ أُنَاسـاً آخَرِيـنَ وَأَخْسَـرَا
وَوَفَّى النَّبِـيَّ اللهُ مَا كَـانَ أَوْعَـدَا
مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْـحِ الْمُبِيـنِ لِيَغْفِـرَا
فَحَجَّ إِلَيْهِ النَّـاسُ مِنْ كُـلِّ جَانِـبٍ
بِأَحْسَنِ دِيـنِ اللهِ خُلْقـاً وَمَنْظَـرَا
كَمَا شَاءَهُ الرَّبُّ الْعَظِيـمُ وَمَا يُـرِدْ
يَكُنْ، لَمْ يَخَفْ رَجُـوهُ أَنْ يَتَعَـذَّرَا
قَضَـى اللهُ لِلإِسْـلاَمِ عِـزّاً وَرِفْعَـةً
وَكَـانَ قَضَـاءُ اللهِ حَتْـماً مُقَـدَّرَا
******
والسلام عليكم ورحمة الله